2010/02/01

حلو البكاء




توفي والدي وأنا دون سن التمييز ...
علمت بأنه (رحل) و (للأبد) ...
لكني ؛ لم أفتقده !

أقولها صادقاً وأكاد أقسم على ذلك ...
لأنه وببساطة :
( أمي ) أصبحت ومنذ ذلك اليوم ... ( أبي ) !
 نعم ... كان قدرها أن تفعل ...
والله يعلم ... بأنها خير من فعل ...
وكل ما تغير بأن ( والديَّ ) ...
صرت أراهما في جسد واحد !

(حنان وشدة) ؛
(حضن وزجر) ؛
(عطف وعقوبة) ؛
(منح ومنع) ؛

كل ذلك ... وأكثر ... وجدته في ( أمي ) !

كنت ... وما زلت ... أعجب من ( أمي ) !
إن قلتُ تلكم ( أم ) ... لم تكفِ !
وإن وصفتها بالـ ( أمـة ) ... لم يفِ !

 وإلا ... كيف لمن فقدت ( نصفها ) ... وفي عز ( شبابها )
أن تكون ... كما كانت ( أمي ) ...

كيف لها ... أن تعتني بأطفالها الأشقياء ... دون كلل أو ملل !
تؤكل هذا ... وتشّرب ذاك ... تطبب ذلك ... وتربي أخاه !
دون أن تنسى فرضها ... وحق ربها عليها !
من :
(صلاة) ... و(صيام) ...
(صدقة) ... و(صلة) ...
(دعاء) ... و(استغفار) ...

مرت ... بي السنون ... وأنا أسمع من يمدح أمه ...
وقرأت الكثير ... ممن يثني على أمه ...
قالوا : " حلوة اللبن ".
وقالوا : " الحضن الدافئء ".
قالوا : " عطاء بلا حدود ".
وقالوا : " مربية الأجيال ".

وما سبق ... وزيادة ... ليس بشيء ؛ في مقابل ( أمي ) !
فلا جوع ولا عطش ... ما دمت بقرب ( أمي ) ...
وما من مرض أو حتى تعب ... في حياة ( أمي ) ...
وليس من هم أو غم ... وأنا بحضن ( أمي ) ...
أو تعلم بأن أرقى شهاداتي قد نلتها ... من جامعة ( أمي ) ؟


و ... أتدري ... كان هنا كلاماً كثيراً
فغيرته وأبدلته ... ثم قدمت فيه وأخرت ...
وبعد هذا وذاك ... مسحته !
إذ لا فائدة ...
فلن أعبرّ عما أكنه لـ ( أمي ).


لعلك الآن ... حبيبي القاريء قد أدركت شيئاً من جنوني بـ ( أمي ) !
... تلك المرأة ( الكاملة ) الكمال البشري ...

وأرجو أنك قد رددت وأنت تقرأ ما سبق :
" إيه يا سعود لا تثريب عليك والله ...
فمن تهيم بحبها امرأة من زمن آخر ...
ويحق لك ... أن تفخر بل وتنتشي بمن كانت لك ؛
غذاء ودواء ... سرور وحبور ...
صحة وحيوية ... تعليم وتربية ... "

فيا رب : احفظ لي ( أمي )
واجزها عني خير الجزاء.


وقبل الختام ... إن أردت معرفة (سر) العنوان ؛
فمن فضلك شاهد المرفق أدناه.

وختاماً ...

أهدي هذه المدونة - الضيئلة بحضرة ( أمي ) -

إلــــــــى :


( أمي ) ... التي لن تفي (الكلمات) و (الأفعال) بـ : شكرها.



// شتات فكر //
تمت بحمد الله.

10 التعليقات:

إظهار التعليقات

إرسال تعليق