أكره الأقنعة !
بل وربي أمقتها كل المقت
ووجهي – ولو قبُحَ –
يرجح عندي بالذهبي منها
ويكفيني فخراً وفرحاً ؛
أنه وجهي الذي ولدت به
لم أبتعه ؛ أو أستعره ؛
ولم أختلسه ؛ أو أسرقه !
وهو ...
وجه يعبر عن داخله
بصدقه ؛ وغضبه ؛
بإحراجه ؛ وفرحه
وجه شفاف ؛
يجسد للرائي ما يكنه صاحبه
دونما مزينات ؛ ولا حتى مجملات
فلا تلمني ... أن ُأغرمت به !
عشت ثلاثين سنة ؛
أو لعلها تزيد
مؤمن - بذلك - بقلبي ؛
وبفكري به مقتنع
حتى توهمت أنني بذلك
بلغت الإيمان العقلي
وأدركت الرضا القلبي
واليوم ...
أدركت بأنني لم أكن أعي !
كم من مرة ومرة
ارتديتُ قناعاً لغرض دنيوي !
رضوخاً لكبير ؛
وطاعة لصديق
غرماً بحبيب ؛
أو مجاملة لزميل
فكيف توهمتُ فيما مضى ...
أنني أكره ... الأقنعة ؟
بل حتى أنت ...
أظنك – مثلي - !
قد اعتدتَ – دوماً –
على تبديل الأقنعة !
ألست ...
تصادف في حياتك ؛
شئت أو لم ترض
من يريد إلباسك بعض منها ؟
والتي يختارها – ويا لفخرك –
لك ... بنفسه !
فأحدهم يريدك ضاحكاً ؛
وآخرٌ ينتظرك مادحاً
وثالثٌ يبتغيك عاشقاً ؛
ورابعٌ يتصورك ممتناً !
فقلي بربك :
أي قناع منها سترتديه !
أولئك الغرباء – وإن قربوا –
أعني ؛ بائعي الأقنعة
بعضهم ؛ يسيء من حيث أراد الإحسان !
ومنهم ؛ فرعوني المبدأ !
وفيهم النرجسي !
ولا أنسى مريض التملك !
وكلهم ...
يمد يده لك بالقناع لتبتاعه !
أرأيت ...
كم نسرف – كلنا –
في اقتناء الأقنعة !
الأكيد ؛
أنني لم استوعب بعد الدرس !
والعجيب ؛
أني لم أكن في يوم ما تلميذا بليداً !
فلمَ ما زال " قلبي " ؛
يستعصي عليه الفهم ؟
وكيف لعقلي ؛
أن يوردني - بإرادته - للتهلكة ؟
وقد حفظت - فيما مضى –
ممن ردد على مسامعي :
: " انصح قلبك ؛
أن يربط نفسه بعقلك
فلا يحب بسهولة ؛ ولا يكره بسرعة
وذكره بذلك دوماً ؛
فقلبك لن يحتمل الصدمات " !
يا ترى ...
أهي مؤامرة ضدي ؛
من (قلبي وعقلي) ؟
أم هو تخبط مني ؛
وصراع فيما (بيني) !
وكل ذلك يحدث ؛
لأجل : (قناع مؤقت) !
سأرميه بانتهاء مهمته ؛
كما رميت غيره !
مما ُأجبرت فيما مضى على لبسه !
فكيف السبيل ؛
لأن نعيش حياتنا كـ(طفل) ؟
ُيمضي طفولته :
بوجهٍ (واحد) !
وأختم ...
بما ابتدأت به ؛
- ولكي أسألكَ - :
هل عذرتني الآن
حين أقسمت - مكرراً -
أنني " أكره الأقنعة " ؟
أنني " أكره الأقنعة " ؟
تمت بحمد الله.
16 التعليقات:
كعادتك دائما .. كلمات تغوص في الأعماق وتخاطب المشاعر ولكن من الداخل..
قرأتها أكثر من مرة وفي كل مرة أحس أنك تخاطب شخصا بعينه .. أو قل .. كيانا بعينه..
ولكن الذي أستطيع أن أجزم به .. هو أننا جميعا نلبس الأقنعة.. وليس هذا خيارنا دائما.. بل نضطر لها في كثير من الأحيان..
لخطير في الأمر .. عندما ننسى أن ننزعها عندما نخلو مع أنفسنا..
بل الأدهى من ذلك عندما.. نعتقد فعلا أنها (الأقنعة) تعبر عن أنفسنا الحقيقية!
حينها.. سنحتاج إلى عشرات الأقنعة لنضعها على وجوهنا عند الحاجة.. يختلف كل قناع عن الآخر باختلاف المكان والزمان..
والسؤال الذي يطرح نفسه .. وأوجهه لك ...
لماذا دائما كتاباتك تسبب صراعا وجدلا في دواخلنا..؟
هل لأنها الحقيقة التي لا نريد أن نسمعها؟
أم لأنها تخاطب مواضع معينة في أعماقنا .. لم تعتد سماع مثل هذه الكلمات؟
أترك الإجابة لشتات الفكر ..!!
أبو زياد
بالتأكيد ليس ضمن الأقنعة القبيحة قناع المجاملة ،، فنحن نبتسم أو نوافق على شيء وقد لانكون مقتنعين .. لكن لانريد ان نوطأ بمنسمٍ :)
كما ان المجاملة ( بحدود ) .. من الذوق
أما الأقنعة التي تخفي أمرا مخالفًا لحقائقنا .. أو تعطي لون آخر غير لوننا ، فهذه صاحبها من ( ذو الوجهين ) وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم انه من شر الناس يوم القيامة
الله لايكتبنا منهم ..
أخوي سعود : راق لي الأسلوب .. وتفننك بالحديث النفسي ( ليست مجاملة والله :)
------------------------------------------
لكن لم أفهم :يرجح عندي بالذهبي منها !؟؟؟مامعناها !؟
وشكرا لك
الفاضل " أبي زياد " :
بل أنا من قرأ تعليقك أكثر من مرة ؛ وأخجلني مدحك وحسن ظنك ...
ما أكتبه ؛ هو تعبير ذاتي - لا شخصي - ينبع من ذاتي عما أصادفه ؛ ومن خلال ما جربته ؛ ورؤية ذاتية لمسموع أو مقرؤ ؛ وليس - بالضرورة - شخصي أو واقعي ...
وكما تعلم يسعد المرء حينما يصادف من يشاركه التفكير والهواية والميول - والمفترض ألا يغضبه عكسه - ولذلك سررت لاتفاق رؤيتنا في اعتيادنا ارتداء الأقنعة ...
كذلك ما نبهت له من خطورة تعودنا على تلكم الأقنعة ؛ حتى تنسينا وجهنا الحقيقي ؛ فنصبح بذلك نحمل أكثر من وجه ؛ ومن هذا الجانب بالذات أتى العنوان - فعد له من فضلك - ...
أما سؤالك الموجه لي ؛ فاسمح لي من فضلك ؛ فالإجابة ستحمل - ولا شك - مدحاً للذات - إذ أن كل ما ذكرته من احتمالات هو مديح من جانب أو آخر - ؛ ولعل من القراء من يتكرم بإجابتك ...
وألف شكر لك ؛ ولن تفي.
ودي ومحبتي ...
الكريمة " منى " :
عندما نجامل أحداً لمنزلته أو مركزه أو عمره أو وضعه ؛ فتلك حالة خاصة تقتضيها الظروف وتترجح عندها مصلحة وتدفع بها مفسدة ؛ لكن المزعج أن يرتدي الواحد منا قناعاً للمجاملة فتذوب شخصيته وتنعدم رؤيته ويصبح بذلك " أمعة " ...
وأحسنتم بتبيان القناع " المحرم " وقد كنت أزمع ذكره لكني في الأخير احجمت استغناء بفهم القاريء الكريم واكتفاء بذكري للقناع " الجميل " ؛ أعني به قناع " الطفولة " ...
والأقنعة التي أكرهها تختلف ألوانها باختلاف مقصدها ؛ فهنالك من يرتدي قناعاً ذهبياً - برؤية بعض القصر فكراً وعلماً - فيظهر بمظهر المستغني عن غيره المترفع عن خاصته ؛ فيجعل لنفسه قناعاً ذهبياً وبرجاً عاجياً ؛ وما علم المسكين أنه يرى الناس صغاراً ؛ وهم يرونه صغيراً ...
وكذلك قناع " الناصح " و " العاشق " و " الغيور " و " الملتزم " كلها أقنعة ذهبية تخفي ورائها وجهاً أسوداً ...
شكراً لحضوركم وتوقيعكم ...
وحي هلا بكم.
السلام عليكم ...
ماشاء الله
كل مرة نرى ابداع وليس بغريب عليك
وكانك تحاكينا نفسيا
تلامس الواقع باسلوب رائع
وجوه لقناع ...
نكرها جميعا ولكن نضطر الى ارتدائها في مواقف اجبارا لا اختيارا
ومنهم من يرتديه اختيارا ايضا..
يبتغي بذلك مصالحااو مدحا او غير ذلك
لكن يمكن يكون الشخص قاصد ذلك لانه يتلافى جرح الشخص اللي امامه فيجاريه بكلامه يعطيه مايريد من كلمات وان كنا غير مقتنعين داخليا
لكن هناك اشخاص تدعي الفرح والسعادة والصحة وهي غير ذلك تمام ترى الابتسامة تملا محياهم فهل مثل هؤلا ء يمقتون ايضا ؟؟
نكرهها لكن نرتديها عجيب...!!
تشكر اخي على طرحك الرائع..
تقبل مروري..
الكريمة " حالمـــــــة " :
وعليكم السلام ...
نعم ؛ كل منا يرتدي أقنعة - لا قناعاً واحداً - وتعددت الأسباب والنتيجة واحدة ؛ فمهما بدا سبب لبس القناع شريفاً ومهما كانت النية سامية ؛ فلن يغير من واقع أن القناع المؤقت يغطي الوجه الدائم.
أما من تطرقتم لهم وضربتم عليهم أمثلة ؛ كالأم والزوج والأخ والصديق فأولئك لم يرتدوا أقنعة فهم لا يكنون غير ما يظهرون ولا يخفون عكس ما يبدون ؛ وحالتهم معنا ليست من قبيل ارتداء الأقنعة ؛ بل هي بلسم شافي لجروحنا وأنس ضافٍ على أفراحنا ومحطة ارتياح من همومنا ؛ ولا أدري سر الخلط - عند كثير من قرائي الأحبة - بين هؤلاء النبلاء وأولئك التعساء ؛ ولعلي أضع معياراً يوضح مقصدي فأقول :
إن الأقنعة المنكرة والمكروهة هي ما يترتب عليها كذب أو ذنب أو حتى ضيق ؛ ولو طبقنا هذا المعيار على الأمثلة لأتضح الفارق وبشكل جلي ...
أشكر لك مرورك الرائع ؛ وأثمن تعليقك الجميل
وأهلاً وسهلاً بكم.
ودي وتقدديري.
السلام عليكم..
معليش اخي عندي استفسار من قريت هالتدوينة وانا عاجزة افهمه
كنت بستفسر من التعليق الاول بس اجلتها افكر فيها
المهم ..
هل في فرق بين وجوه لقناع واقنعة لوجه اوهي نفسها نفسها؟؟
وشكــــــرا..
" حالمـــــــة " :
وعليكم السلام ؛ أشكر لك سؤالك الذي تمنيت أن ُيطرح هنا ؛ وكنت أنت المبادرة - كعادتك - ...
والإجابة : أنه بزعمي هنالك فارق أراه جوهري ؛ فنحن خلقنا بوجه واحد ؛ وأخترعنا أقنعة متعددة ؛ لكننا لم نكتفي بأرتدائها بل أعتدنا عليه - أقولها آسفاً - فأضحت هي وجوهنا ؛ وذلك هو القناع ...
أمر ثان ٍ : لو أسميتها أقنعة لوجه ؛ لكن العنوان تقليدياً خالياً من التجديد ولفت الإنتباه.
* أنت صاحبة دار فلا تستأذني ؛ ثم أن أسئلتك - وكل أحبتي - تثري التدوينة ؛ وحياكم دوماً وأبداً.
ودي وتقديري.
مشكور اخوي على الاجابة...
وريحتني من عناء التفكير
ترددت كثيرا في طرح السؤال والحمدلله انك تمنيت انه يطرح
بس حسيت انه لغز..؟؟
اما بالنسبة لكونه ملفت فهو ملفت ويشغل التفكير
واشكرك على اتاحة طرح الاسئلة
يعافيـــك..
الأخت " حالمـــــــة " :
لا تشكريني على واجب ؛ وأنا من يدين لك بالشكر على دوام المرور والتعليق ؛ فحي هلا بك ؛ ومرحباً ألف.
ودي واحترامي.
أصدقك فعلا ولكي أصدقك أيضاا ليتك تكرر لنا الأيمان ...
نكره الأقنعة رغم أننا نعيشها فمجتمع يزداد فيه الخوف تلزمه الأقنعة ..
جميل ما خطته يمينك
الأخت " ناسمين ديب "
مرحباً بك مرة أخرى ؛ قلت بأنك تصدقيني لكن ليزداد تصديقي لابد من تكرار الأيمان مرة ومرة ومرة ...
ولكن ؛ الم يخطر لك أنني كغيري ربما أرتدي قناع الإيمان والقسم ! أممم ... مجرد التفكير بذلك يعني شيئاً مرعباً أن يرتدي المرء قناعاً حتى في دينه !
أما الأقنعة السياسية والمالية والاجتماعية فقد كثر بائعوها ؛ ورخصت أثمانها ؛ وربما تطورت حتى يكون من ضمن مزاياها ؛ خدمة التوصيل المجاني ؛ والله المستعان.
ودي واعتزازي.
دائما رائع يا مبدع وبعالم النت احنا نواجه اقنعه كثيره ولكن في الغالب من السهل رئية زيف صاحب القناع
تقبل مروري...ودمت بود
الغالي " غير معرف "
مرحباً بك ؛ وإن لم يخب حدسي فأنت الحبيب " سامي " صديقي الإنترنتي :)
أما قولك أنه من السهل رؤية الأقنعة ؛ فتلك مزية حبيت بها ؛ وليتني كنت مثلك :(
ودي ومحبتي ...
مررت من هنا وذلك على شرف دعوتك الكريمه الا اني الآن لست في منزلي ولا على لاب توبي ولا مدينتي ولا اعلم متى سأعود حتى اني اشعر بالصعوبه في كتابه حرفي على غير جهازي... لكن أحببت اليوم او اتاح لي الوقت الدخول الى النت
ومررت من مدونتي الحبيبه وقرأت تعليقات التي اشكرك لكرمك بها ... جئت هنا لاضع لي كرسي واحجز مقعدي المعتاد بين تلك الحروف التي طالما اعجبتني
ولي عوده بإذن المولى الكريم ...
كانت هنا >>عنفوان انثى
الأخت " عنفوووان أنثى " :
حياكم الله يا أخية ؛ وسعيد لكونكم بخير ؛ وقد طالت غيبتكم عن مدونتكم ؛ فأهتممنا لشأنكم ؛ ودعونا لكم ...
وبالمناسبة ؛ فأنتم أصحاب دار ؛ فلا حجز و استئذان ؛ وأنتم على الرحب والسعة ؛ وبمثلك نشرف ونفرح ...
وبانتظار عودتكم ؛ وحياكم الله.
احترامي وعرفاني.
إرسال تعليق