2010/03/30

العــــــاصــــــفــــــة ‏‏‏(3)‏‏‏




مسكين ذلكم الشطر ؛ على حين غرة يُضرب بعنف ...
ومِن مَن ؟ من شطره الآخر !
نعم ... هو ما قرأته ؛ أرق عضو في الإنسان ومنبع الإحساس والوجدان يضرب نصفه ؛ نصفه الآخر... حتى أدماه ! ...
قصداً كان أم من غير قصد ... كل ذلك الآن لا يهم ...

فما يهم أن القلب جُرح ؛ فيا رباه من جراح القلوب ...

جراح لن يصفها شاعر جزل ولا خطيب مفوّه ...
جراح تظل تنزف وبغزارة ؛ جراح متجددة وربما مميتة ...
جراح تعيا سنوات الزمن وأيام العمر في محوها ؛ إلا لمن وعى واتقى وطلب الأجر واحتسب الصبر ... ولم ينسَ لرفيقه قديم حبٍ وصادق عشق ٍ ...

وأنت يا من جُرحتَ - ويا لحناني عليك ورأفتي بك - أفلا ارخيت لي مسامعك ... نعم اسألك بالله أن تفعل ولو جزءً يسيراً من وقتك ... فإني - والله - ناصح لك حين أصدقك فأقول :
نعم ... شطر قلبك اخطأ ؛ وخطؤه كبير ؛ وجرحك نازف ...
لكنه - في نفس الوقت - مريض ... وأنت - في قرارة نفسك - تجزم بمرضه ... فلا تتخلى عنه فليس بوقته !
وكيف تفعل وهو بضعة منك !

قدرك أن تكون ربان سفينة ... ُتقلُ أحبابك وَ تضمُ حنايا قلبك ... الذين ليس لهم - بعد الله - غيرك ...
فهل ستدع الفرصة بأن تقتلعكم أول { عاصفة } تمر بمركبكم الصغير فيغرق بمن فيه ؟

لا ... لن تفعل ... وأقسم بأنك لن تفعل ... لأني أثق بك ...
فهيا قم ... لملم نفسك وواسي جراحك ... احتضن حبيبك وضمد جراحه ... قف - بكل قوة - في وجه هذا { العاصفة } ولا تستسلم لها ... فهي مجرد { عاصفة } ستعبرك كما مرت بك ... ومهما قويت فأنت - بإيمانك وصبرك وبحبك وتفانيك - أقوى منها ولا شك ...

وإياك إياك ... أن يخدعك الشيطان ؛ أو تقهرك رغبة الانتقام ... ولا تشغل نفسك - الآن - ببحث ما فعله / شطرك الحبيب وقلبك المريض / لتصبح أسيراً لمعرفة سبب { الجرح } ودافع { العاصفة } أهما بتقصير منك أو بتعمد منه أو بغيرهما ...

أجلّ ذلك كله ... وتحسس بحدس المؤمن وفطنة العاقل وكلام القلب ... عن سبب مرض / صاحبك / ودافعه لـ / جرحك / ...
أهو تقصير منك فتدركه أو تعمد منه فتقومه ؛ دونما { جرح } جديد ... فقلبكما { الواحد } لن يحتمل , وبادر بالعلاج ؛ فالوضع خطر ... وتنبه ؛ أن تكل أو تمل أو ُتخطيءَ { حبيبك } أو تعنفه , وليكن علاجك ما أوتيته من إيمان وصبر , وما علمته من { صاحبك } من خفايا القلب والصدر ؛ فالأنفس أقفال مغلقة ... وأنت - وليس سواك - أعلم بمفتاح { صاحبك } ...

أما أنت يا شطر قلب مريض ؛ فلن أقسو عليك ؛ فما أنت سوى
/ شطر / لن تقوم بغير / شطرك / الآخر ؛ ثم إنك / مريض / تحتاج لمن يطببك ... ولن تجد أوفى لذلك من / شطرك / ولا أحن عليك من / قلبك / ...

وأولى خطوات علاجك ؛ وأول مراحل تطبيبك ...
إن كنت صادقاً مع ... / نفسك / ...
أن تعترف بخطئك ... وتراجع / قلبك / ...
فتعود لـ / حبيبك / ... لتقر بذنبك ... وتعترف بخطئك ...
ويكفي ما سببته له من / ألم / وما نزفه بجرحك من / دموع /


قف ... لا تبرر !
إذ أن وجهك - وأنت تفعل - يفيض خجلاً ...
فهل يعقل أن يكون / وجهك / أشدٌّ حياءً من / قلبك / !
ذلك / القلب / الجريح ... الذي ما زال / يحبك / ..

يا / نصف قلب / اتق الله في نفسك ... ولا تضف لذنب
{ الخيانة } ... ذنب الإصرار والكبر والتعالي ! ...
وأنت والله اخطأت ... خطأ جسيماً ... لا يقبل له أي عذر
وعزاؤك - الوحيد - أن خصمك هو / قلبك / ...
فهل علمت أشفق على المرء من / قلبه / ! ...

صدقني ... سيسامحك ؛ كما فعل ويفعل مراراً وتكراراً
إنما أصدقني القول : لم فعلت ما فعلت ؟ ...
أكرهت من / حبيبك / ُقبح خَلق ٍ , أو نقمت سوءَ ُخلق ً ؟
فإن كانت الأولى فما اتعسك ... وإن كانت الثانية فما أشقاك ...
فأين النصيحة والتعليم ؟ ... وما ذا عن الصبر والحلم ؟ ...

ثم أتفعل { جريمتك } هذه ...
مع / قلب / أفضى إليك ... وأفضيت إليه ! ...
وقد سبق أن أخذ منك ميثاقاً غليظاً ... بل
ملكت جميع جوارحه وأركانه حتى شاطرته في / قلبه / ! ...
فلم ير في الدنيا / سواك / ولا يطلب غير / رضاك / ...

كم أنا مشفق عليك ... ومعجب به ...
فقد حفظ العهد ؛ وأضعته ! ...
وأخلص الحب ؛ وخنته ! ...
وأدى الأمانة ؛ وضيعتها ...
... وها أنت تطلب / العلاج / منه ! ...
وأنت من ... خذله وجرحه ! ...

مهلاً ! ... لا تبكي ؛
وإن سرني بكاؤك - لأنه يُشعر بإقرارك وتوبتك ...
بل سارع لـ / شطر قلبك / فقبل يده ورأسه ...
وأبكي بين يديه واحتضنه ... كما يفعل / هو / دائماً معك ...

أو فعلت ! ...
يا سبحان الله ...
ما أرحمك يا ربي
وما أنفعك من علاج
لا تستغرب وأنظر هنا وهنالك ...

أفلا ترى جرحك وقد برى ! ...
ألا تبصر سفينتكم استقرت في مجراها ! ...
فسلمت بذلك / أسرتكم / ! ...

نعم هي بشارة ... وأي بشارة

بهزيمة ساحقة ...
ورحيل للأبد ...
لتلك { العاصفة }.


// شتات فكر //
تمت بحمد الله.

4 التعليقات:

إظهار التعليقات

إرسال تعليق