في حياة كل منا محطات , يتوقف عندها ولو للحظات ؛
ليمرر – في ذهنه - شريط الذكريات ,
ويستذكر ما عاشه في بعضها من سنوات ,
أو يتغافل عن أخرى عمرها بضعة ساعات ...
وكل من هذه المحطات ,
تتميز باسم خاص مدون على " سراب لافتات " :
مكون من كلمة أو كلمتين وربما ثلاث كلمات ؛
يلخص كل ما كان فيها وما فات ,
وما احتوته من ؛ " بسمات أو دمعات "؛
ليغني بذلك عن فاضل المؤلفات ,
وتنتهي الحاجة لسرد الحكايات ؛
بمجرد فهم أو لمح تلك اللوحات ؛
ولا يفترق كون تلكم المحطات :
" للأنس والضحكات " أو حتى " للبؤس والآهات " ؛
فحال – المتوقف - لن تخلو من أن يخرج من إحداها بالمسرات ,
أو أن تنتهي الأخرى بالشهقات ؛
وبين هذا وذاك يعلم – يقيناً – أن كل ما هو آتٍ ؛ آت ...
أي نعم ... كل منا يركب – منذ مولده – في قطار ؛
يجري به على ما ُقدر له من مسار ؛
وليس له أن يتأخر أو يختار ؛
ولو كانت تلك المحطة للاحتضار ؛
فكلنا على هذه البسيطة كحامل زادٍ دائم الأسفار ؛
لن يستقر في دنياه على موطن ٍ ولن يخلـّد – مهما طال عمره - في دار ؛
تلك هي فلسفتي الخاصة بي ؛ فليست بهرطقة فيلسوف ؛ ولا همهمة ثرثار ...
ولن أنسى ما حييت محطة مررت بها ؛ في رحلة قصيرة ماتعة !
وإن انتهت بألم ؛
وكأني بالمتع الدنيوية قصيرة العمر ؛
ولا تستفيق منها إلا بما يشبه الحلم !
فتتألم على ما فارقته فيها من شهد ونِعَمْ ؛
وتتمنى أن لو استطال بك فيها الأجل ؛
لكن ... العجيب أنني خرجت من تلك المحطة بأمل :
أن أجد قلبي الضائع منذ زمن ... !
كانت محطة مختلفة عن غيرها ؛
فريدة من نوعها ؛ ثرية في مضمونها ؛ زاخمة بتفاصيلها ؛
وقد عنونت بلوح مخملي جميل ؛ مدون في وسطه بلون زهري رقيق عبارة :
محطة " طفولة إحساس "
طرقتها لما كنت في منتصف العقد الثالث من العمر ؛
بلا علم مني ولا قرار ؛ ومن غير مشيئة واختيار ؛
حين جاءت تلك الـ " أمل " ؛ لتحيي فيَّ الفأل ؛ وتنعش قلبي ... أجل.
رويدك ... أيا قارئي ؛
لأطرح مزاعمي ؛ وأمهلني ... بكرمك ؛ لأوضح حجتي ؛
بأن أصف بطلة محطتي ؛ ومن كانت مناي وبغيتي ؛
أعني ... تلك الجميلة " حبيبتي ".
كانت – ويشهد بذلك عقلي الأسير وقلبي الكسير – :
" جميلة كالقمر ؛
عذبة كالمطر ؛
فاتنة كالسحر ؛
نقية كالطهر ؛
عميقة كالبحر ؛
منعشة كالفجر ؛
ثمينة كالدرر ؛
شقيقة للبدر "
- قريباً بإذن الله ...
10 التعليقات:
محطة نتمناها جميعا...
بالله أعطنا الخارطة !!!
مع أنني اشعر أن فيه شتات حقيقي تتكلم عنه !!..
هل ماوجدته ، شعور فرحة حقيقي... !!أم عظة وعبرة !!
الله يسعدكم دوما
- الكريمة / مراجل أنثى /
- حييتم أهلاً ونزلتم سهلاً بمنزلكم الفخم بحضوركم والبسيط في نفسه وأركانه ...
- أما طلبكم الخارطة فقريباً بإذن الله.
- وشعوركم - المهتز بسؤالكم المحتمل - بوجود شتات حقيقي ... فلأول مرة أدون خاطرة بهذه العفوية والصراحة والواقعية ؛ وأنا إنما أجسد تجربة مررت بها ومحطة توقفت عندها ...
- وأختم بأن هذه الخاطرة مليئة بالوجدانية - أقولها خجلاً - ولم أملك أن أوقف قلمي وقد أنطلق يصف رحلة استمتعت بها وإن آلمتني ...
- وحياكم الله في مدونتكم.
سبحان الله.. تجربة واقعية..
هكذا لمحت...
انتظر معكم
وشكرا للاطراء الذي لاأستحق معشاره
الطفولة
الاحساس
كلمتان
تلامسان شغاف القلب
فيزيد نبضه ...وقد لا يزيده...وقد يتوقف دون شعور منا....هكذا يكون ردة فعل من يقرأ هذا العنوان
ولكن.....
أن يأتي هذا العنوان من كاتب مبدع يكتب بعصارة فكر ناضج , وقلم يتدفق كنبع لا ينضب ماؤه و يشبع منه
فكلما أرتشفت منه جرعه عدت إليه مغمض العينين لترتشف منه جرعااااات , وهكذا دون أن ترتوي ....(ولا تريد أن ترتوي حتى ترتوي) ....
أخي الغالي سعود
لن أستبق الأحاداث وأتنبأ ببعض ما ستكتبه من خلال مقدمتك عن هذا الخاطرة.....
ولكن سأنتظر....والإنتظار صعب كالعادة....
ولا أدري لماذا حرك هذا العنوان وجداني وهز ولامس جانبا من ذكريات الطفولة........
أنتظرك بكل شغف ....
دمت بسعادة في الدارين ومن تحب
- الكريمة / مراجل أنثى /
- نعم ؛ هو ما ذكرتم ؛ فكونوا عن قرب.
- وحي هلا بكم.
- أخي الذي لم تلده أمي / طفل النبع /
- لم تترك لي مجالاً لأعقب ؛ فقد احتويتني بلطفك وكرمك وحسن ظنك ... وساعود بإذن الله لجميل توقيعك ؛ ولكن بعد انتهاء الخاطرة فكن عن قرب.
- ومرحباً ألف.
متابعه بصمت و سكون
وفقك الله يا شتات
- أخي الحبيب " غير معرف " / شرفت بمرورك ؛ وسعدت بمتابعتك ؛ لكن ... لم الصمت ؟
- وحياك الله وبياك.
هلا شتات ’,
تواجدي هنا زادني شرفا ’’,
الصمت لغة الانقياء يا سيدي و المترفعين عن سفاسف الامور ’’
و كـــ/ عادتها تاء التانيث :( و كانه التهميش و اصبح ارث لها :)
سررت بمحاورتك
ربي يسعد ايامك
و
لا ازال بالإنتظار
دمت سالم غانم
الفاضلة " غير معرف "
حياك الله في كل مرة ؛ وأجدتم فيماذكرتم بأن الصمت لغة قليل من يحسنها ؛ وإن كنت أحسنت الفهم فأنتم تعتبون علي أنني لم ألاحظ تاء التأنيث في ردكم السابق !
وليس الأمر كذلك ؛ إنما ظننت - وليس كل الظن إثم - أنها في كلمة " متابعة " إخبار وليست ملكية :) كمثل " مراسلة ؛ مواصلة ؛ مشاكسة ؛ مناكفة ؛ إلخ "
أما وقد ظهرت بأنها تاء للتأنيث فأعتذر منكم يا كريمة ؛ والسرور كل السرور بالتحاور معكم ...
شكراً مرة أخرى ؛ وكونوا عن قرب فقد أقترب الموعد ...
إرسال تعليق