2010/04/08

طفولة إحساس





في حياة كل منا محطات , يتوقف عندها ولو للحظات ؛
ليمرر – في ذهنه - شريط الذكريات ,
ويستذكر ما عاشه في بعضها من سنوات ,
أو يتغافل عن أخرى عمرها بضعة ساعات ...
وكل من هذه المحطات ,
تتميز باسم خاص مدون على " سراب لافتات " :
مكون من كلمة أو كلمتين وربما ثلاث كلمات ؛
يلخص كل ما كان فيها وما فات ,
وما احتوته من ؛ " بسمات أو دمعات "؛
ليغني بذلك عن فاضل المؤلفات ,
وتنتهي الحاجة لسرد الحكايات ؛
بمجرد فهم أو لمح تلك اللوحات ؛
ولا يفترق كون تلكم المحطات :
" للأنس والضحكات " أو حتى " للبؤس والآهات " ؛
فحال – المتوقف - لن تخلو من أن يخرج من إحداها بالمسرات ,
أو أن تنتهي الأخرى بالشهقات ؛
وبين هذا وذاك يعلم – يقيناً – أن كل ما هو آتٍ ؛ آت ...

أي نعم ... كل منا يركب – منذ مولده – في قطار ؛
يجري به على ما ُقدر له من مسار ؛
وليس له أن يتأخر أو يختار ؛
ولو كانت تلك المحطة للاحتضار ؛
فكلنا على هذه البسيطة كحامل زادٍ دائم الأسفار ؛
لن يستقر في دنياه على موطن ٍ ولن يخلـّد – مهما طال عمره - في دار ؛
تلك هي فلسفتي الخاصة بي ؛ فليست بهرطقة فيلسوف ؛ ولا همهمة ثرثار ...

ولن أنسى ما حييت محطة مررت بها ؛ في رحلة قصيرة ماتعة  !
وإن انتهت بألم ؛
وكأني بالمتع الدنيوية قصيرة العمر ؛
ولا تستفيق منها إلا بما يشبه الحلم !
فتتألم على ما فارقته فيها من شهد ونِعَمْ ؛
وتتمنى أن لو استطال بك فيها الأجل ؛
لكن ... العجيب أنني خرجت من تلك المحطة بأمل :
أن أجد قلبي الضائع منذ زمن ... !

كانت محطة مختلفة عن غيرها ؛
فريدة من نوعها ؛ ثرية في مضمونها ؛ زاخمة بتفاصيلها ؛
وقد عنونت بلوح مخملي جميل ؛ مدون في وسطه بلون زهري رقيق عبارة :
محطة " طفولة إحساس "
طرقتها لما كنت في منتصف العقد الثالث من العمر ؛
بلا علم مني ولا قرار ؛ ومن غير مشيئة واختيار ؛
حين جاءت تلك الـ " أمل " ؛ لتحيي فيَّ الفأل ؛ وتنعش قلبي ... أجل.

رويدك ... أيا قارئي ؛
لأطرح مزاعمي ؛ وأمهلني ... بكرمك ؛ لأوضح حجتي ؛
بأن أصف بطلة محطتي ؛ ومن كانت مناي وبغيتي  ؛
أعني ... تلك الجميلة " حبيبتي ".
كانت – ويشهد بذلك عقلي الأسير وقلبي الكسير – :
" جميلة كالقمر ؛
عذبة كالمطر ؛
فاتنة كالسحر ؛
نقية كالطهر ؛
عميقة كالبحر ؛
منعشة كالفجر ؛
ثمينة كالدرر ؛
شقيقة للبدر "


 
- قريباً بإذن الله ...


10 التعليقات:

إظهار التعليقات

إرسال تعليق