هذه الأيام ...
مرت ثلاثون سنة على رحيلك ؛
فجأة ؛ ولوحدك ؛ وفي ريعان شبابك ... رحلت !
ذهبت بروحك وأخذت معك كل ما هو لك ؛
فبقينا منذ ذاك ... بانتظارك !
وحدنا فعل ؛ وما من أنيس أو جليس عدا ؛
ثلة قرابة وبضعة صحب لك أوفياء !
واليوم .. لست مصدق أن ذكرى رحيلك ؛
مرت عليها ثلاثون سنة أو تزيد !
وأنني عشتها – كلها – من دونك وبلا حنانك.
ما زلت أتذكر ذلك اليوم جيداً
أفعل ذلك – مرغماً - ومع أغلب تفاصيله !
وكيف لطفل في السادسة من عمره أن ينساه !
كان الوقت : عصراً ؛ والمتصل : رجل غريب
وقد سألني أن أنده له أخ من أخوتي الكبار
وأخي الأوسط – المسكين - هو المتواجد ...
والذي لم يكد يسمع بعض عبارات من موظف المشفى ؛
حتى انهمرت دمعاته بغزارة أظن عينيه قد جفت بعده
وهرب – نعم هرب – لغرفته في الدور العلوي
فأدركنا جميعاً بأنك - أي حبيبي - : قد رحلت !
تحول المشهد بعدها ؛ لمشهد سواد وبكاء
و ذاكرتي تخبرني بأن المنزل غص بالمعزين
وأن والدتي وشقيقتي أضعتهن في ذلكم الزحام ؛
ولم أعثر عليهن من بين الباكيات ذوات العباءة السوداء
وأخي الأصغر يلعب في الفناء ويسألني كل فترة وفترة :
" سعود ؛ أين ذهب أبي ؟ " فأجيبه بذهن مغيب :
" لقد سافر كعادته ؛ لكنه هذه المرة لن يعود "
فيصرخ في وجهي - في كل مرة - :
" لا تكذب ؛ فأبي في كل مرة يعود " ؛
لكنك يا أبت لم تعد !
رحلت يا والدي ... فرحل الاطمئنان
وغابت القدوة والمثال ؛ والعز والجاه والمال
إذ أنها من دونك غدت بلا قيمة ولا جمال
وصرنا – كأسرة صغيرة - كتائه في وسط صحراء
من غير زاد وماء ؛ لا يعرف اتجاه ولا يتوقع مآل
لكن الأمل - في قلوبنا - كان ولا يزال
مهلاً يا أبي ولا تقلق ؛ فنحن في خير حال
والفضل بعد الله ؛ لوالدتي – تلك الأرملة الشابة –
التي تولت - بعد أن فاقت من صدمة سفرك – الدفة
وكابدت واصطبرت لتصل بنا لبر الأمان.
أي فخري :
دعني أحدثك قليلاً عن والدتي ...
- وأجزم أنك اشتقت لها كثيراً وأظنها كذلك هي ما فتأت تفعل -
تلك المرأة الجميلة ؛ المؤمنة الحكيمة ؛ والصابرة الفطينة
نفضت عن نفسها غبار الحزن وخلعت أسمال الخوف والقهر
لملمت ألمها ودمدمت جرحها وآمنت بقضاء ربها فلم يصفدها جزعها
وكأنما – وهذا ما كنت أراها فيها – قد تقمصت شخصيتك الرهيبة
فصارت لنا كأولاد ثمانية ؛ أباً وقد خلقت - هي – أماً
وكانت حضناً ومربياً ؛ مؤدباً ومعلماً ؛ بل - والله - ذلك وأكثر
وقد أدركت لم يا أبت اخترتها وحدها لتمنحها قلبك وأكبر.
رحلت يا أبت ؛ وتبعك خالي ثم جدي فعمي
وجمعٌ – لست أحصيهم - من أقاربي ؛
وكأن المنايا تزورنا على عجل
فحمداً لله على قضائه لكن العين تدمع والقلب وجل
... كلكم رحل مسرعاً ؛ حتى نتساءل : مَن أحبتنا مِن بقي ؟
ثم مرت الأيام ؛ فتناقص الحزن لحلول النسيان
أو لنقل تقهقر كرهاً وقسراً كمثل الشتاء عند هجوم الربيع
ولم يبقَ سوى الذكرى والألم ؛ والدعاء والأمل
بل الذكرى بالذات ما فارقتني منذ أزل
لا عمداً مني ؛ وهل أملك ألا أفعل ؟
إيه يا أبي :
لتعلم بأننا قد كبرنا ؛ تعلمنا وعملنا ؛ تزوجنا وأنجبنا
وأننا ما زلنا ولن نزال نسمع ثناء الناس عليك !
وفخرهم بمعرفتك ودعاءهم لك ولذريتك
فأخبرني – يا قرة عيني – بربك :
كيف سحرت – برجولتك - لبَّ كل من عرفك ؟
وهل الأمرُ مختزلٌ في كرم ٍوجودٍ وإيمان ٍوأدب ؟
والسرُ كامنٌ في شهامةٍ ونخوةٍ وحكمةٍ وكبرياء ؟
وماذا عن شموخك وسعة بالك و و و ...
يا أبتِ : لقد أتعبتنا - والله - من بعدك !
نعم يا قلبي ؛ تعبنا من بَعْدِك ؛ وضِقنا لبُعْدِك
حلمنا برسمك ؛ وأهمتنا وصيتك
ملكت أذهاننا ؛ واجتحت قلوبنا
تفكيراً بفعلك وتفكراً بسيرتك
وبين هذا وذاك ؛ ما السبيل لبرك وبر شمعة دارنا ... زوجك ؟
صحيح أنه كان التعب حلواً ؛ وحملّنا هماً سائغاً
إنما ... لن يغير ذلك في كونهما في نهاية الأمر تعب وهم
خاصة (سعود) ذو الصحة المعتلة والجسد الهزيل
والعرب تقول : " كل فتاة بأبيها معجبة " !
ولأني ُخصصت بمثل حظ الأنثيين ؛ فكان تعبي لذلك مرتين
واليوم ... مضت ثلاثون سنة على رحيلك
لا أبالغ أن قلت أنني عددتها يوماً وليلة
وكأني بالمشتاق للقائك ؛ وكل ما حولي يذكرني بك !
من قريب ؛ وصديقك ؛ ومنزل ؛ واسم أفخر بارتباطه بك
حبيبي ؛ أتسمح لي – ختاماً - أن أفشي لك سرين أثنين !
أما الأول : فهو أنني منذ صغري أعتدت أن أذكر اسمي الثلاثي ؛
لأسمع مديح الناس لك وأسعد بدعائهم لي – هذه المرة – ولك
والثاني : أعلم بأنني لم أطل عليك ؛ لكوني متقين بأنه شيء يسعدك ؛
فقد كانت ثرثرتي رفيقة لصباحك ؛ وبعد ذلك كله ًأسأل لم قلبي لأبي !
فرحمك الله يا والدي ... وجمعني ووالدتي وإخوتي – في فردوسه - بك.
تمت بحمد الله.
34 التعليقات:
سعود..
في حين قراءتي لأسطرك
دمعت عيناي بل غرقت في ساحة دموعي...
الله يرحم أباك..وهنيئا لكم الام المثاليه..
كلما تذكرته ارفع يداك وادعي له الفوز بالجنان..
سلمت اناملك..
تحياتي..
أستاذة " قلمي دليلي " :
مرحباً بك يا أخية ؛ واعتذر لو سببت لكم تدوينتي ألم أو ضيق ؛ ولكني لم أجد وسيلة لأعبر عن شيء أكنه لوالدي سوى بوحي ونثري وحرفي و ... دمعتي.
لا ... ليس البكاء المعروف ؛ فلا أذكر أنني فعلت ؛ على الأقل منذ عشر سنوات ؛ إنما أعني دموع القلب وأنينه ووجعه ... وربما حنت عليه يداي ورق له عقلي فقررا تدوين كليمات تخفف عنه ...
أتعلمين أستاذة : كم في حياتنا من كنوز لا ندرك قيمتها إلا حين فقدها ؛ أو معرفة رحيلها وزوالها ؛ وليس أعظم من شكر الله والوفاء لتلك الكنوز ولو بكلمة شكر وثناء لسان ودعاء صادق بالإحسان ... والسلام.
تقديري واحترامي.
كل من نحبهم...
سيُفجعون بنا أو ننفجع بهم ... يااارب أرضنا بقضائك ..
كلامك مؤثر ياخوي
ووالله أني أدافع نفسي من الاستمرار في ذكرى من رحلوا ، لأن الهواجيس تتعبني
---------
قولكم اخي :
والذي سألني أن أنده له أخ من أخوتي الكبار
-------
هل كلمة أنده ، مقصودة هنا كنوع من حكاية القول .. أو الكلمة فصيحة.. أنا لاأدري
بانتظاركم استاذي
الله لايحرمك السعادة مع من حولك
لعمري لقد غال الردى من أحبه ** وكان بودي أن أموت ويسلما
الأستاذة " منى " :
نعم ؛ هي ذكرى وأي ذكرى ؛ مؤلمة اشد الألم ؛ ورغم ذلك فيها بعض الحلاوة والتسلية ؛ بأن يجمعنا الله بهم في مستقر رحمته ...
بخصوص سؤالكم :
فما أعرفه - وليس كل ما أعرفه صحيح - أن كلمة " أنده " هي من أنادي ( فصيحة ولغة قوم ) ولعل من لديه مزيد علم ينورنا ...
تقديري وامتناني.
أخي الحبيب أبا نايف أسعدك الله
كلماتك مؤثرة جدا
وأسلوبك جذاب وصادق المشاعر
فحروفك خرجت من أعماق قلبك
فوصلت لقلب المتلقي فأثرت فيه
وعاش الحدث بكل تفاصيلة
وكأنماهو صاحب الشأن..
أهنئك على هذاالإبداع الراقي
فأنت دائما وأبدا صاحب حرف رقراق
كعناقيد النور وقلائدالبلور
فشكرا من القلب على هذاالوهج الجميل .
وأسأل الله أن يرحم والدك ويسكنه فسيح جناته،
وأن يحفظ لك والدتك فقدأدبتك وأحسنت تأديبك، وحق لها أن تفخر بك.
جمعك الله بهما في جنة الفردوس ومن تحب .
ننتظر البقية
تقبل محبتي
ليرحمه الله وليجعل مثواه الفردوس ولاأداقني الله لوعة فراق الأب فهو كل أحبتي وأغلى ما أملك
أخي " ammma " :
حياك الله أيا طفل النبع ؛ وشكراً لثناءك ؛ وأسعدني أن راق لك ما كتبته ...
واسأله سبحانه أن يرحم والداي ووالديك وأن يحفظهما لك ويرزقك برهما ...
وبحول الله التتمة قريبة جداً ؛ ومرحباً بك ...
حبي ومودتي.
الأستاذة " مضاوي دهام القويضي " :
اللهم آمين ؛ واسأله سبحانه أن يحفظ لكم والديكم وأن يديم عليكم السعادة والهناء والسرور ؛ وحياكم الله.
شكري واعتزازي.
هلا أخوي
بالنسبة لنده.. لم اسمعها إلا من الاخوة المصريين :)
بمعنى ناداني...
وبحثت .. ماوجدت وربما لخطأ منّي
خذ رابط القاموس.. وانظر
http://bookstree.com/books/146/viewchp.asp-BID=142&CID=659.htm#s1
أنتظر
مرحباً بالأستاذة " منى " :
أثمن لكم تحري الدقة في مفردات لغة الضاد ؛ ولكن - وهذا من باب التنويه ليس إلا - لن أضيع وقتكم ووقتي في بيان فصاحة لفظة من عدمها ؛ وللعلم فهي مما علق بذاكرتي ؛ ولست أهتم رواها المصريون أو غيرهم فالمهم أن تكون عربية أصيلة أو مما أدخل في اللغة العظيمة.
وبالمناسبة فبالبحث السريع وجدت :
الرجل ندها صات والبعير ونحوه زجره وطرده عن أي شيء بالصياح وكان من طلاقهم في الجاهلية أن يقول الرجل للمرأة (اذهبي فلا أنده سربك) والإبل ساقها مجتمعة ( المعجم الوسيط ).
أشكركم وأدعو لكم على تصويب أخيكم ؛ ومرحباً بكم دوماً وأبداً ...
احترامي واعتزازي.
الله يجزاك الجنة
لكن ند هنا بمعنى الفرقة
يقولون ند البعير يعني شرد
وندت الفكرة يعني ذهبت
أما انده اخي وأنده فلان بعنى اناديه .. فكيف تأتي هنا !!؟؟
وأسعد بتوجيهكم ..
الأخت " منى "
مرحباً بكم ؛ وبخصوص الكلمة التي صارت موضوعاً مستقلاً :) فمن قال أن المعني " ند " ؟ لا ؛ فند بفتح النون معناها الذي أعرفه شذ وافترق ؛ و " ند " بكسر النون خصيم ؛ كفؤ ...
والكلمة المرادة " أنده " وومن ذلك أنه كان من طلاقهم في الجاهلية أن يقول الرجل للمرأة (اذهبي فلا أنده سربك) ...
ودي وتقديري.
فاضلي ..>>مع بدايه مساء الامس كنت هنا والآن أنا مع بداية هذا الصباح هنا .. وافشيك بسر أني تمنيت أني لم أكن هنا لقراءة هذه الأحرف الباكيه لأن دخولي لمدونتك كان للأبتعاد عن اي شيء يجول بخاطري من ضيق .. حتى اني لم اتصفح مدونتي ..!
كلماتك باكيه داميه حزينه اخذتني ليوم أكره أن اتذكره .. ولكن بغض النظر عن احساسي بكلماتك الا انها جميله منمقه ولها كثير من الصدق في الاحساس الذي يستعمر الفكر ...
وددت أن يكون لي تعليق للأخت الفاضله منى التي كانت لي زيارات لها وافخر بها صدقاً.. لكني قررت ان ادع ذلك ولا اعلم لماذا ....
في اخر كلماتي رحم الله موتى المسلمين والمؤمنين ..
وأسأل الله لنا ولكم حسن الختام ...
كنت هنا >>(عنفوان انثى )
اللهم بارك
ما أجمل ما أوحاه ذهنك لقلمك فسطرته في هذه الصفحة
أدخلتني في جو عليه ظلمة الحزن في البداية وكأنك تصف حالة كل يتيم فقد أبويه , ويكأني أنا الكاتب لأني عشت يتيما عندما بلغت السنة الخامسة
أحسنت في التصوير والتعبير
ولكن لي مأخذ أنك ما أحسنت في اخراجنا منه ولا أعلم
هل هذا بسبب أنك لم تكملها أم أنك اكتفيت عندما كتبت حزنك
أشكرك عمي على هذه الكتابة وأنا - لاأقولها تواضعا والله - أقل من أن أنقد هذا الإبداع وجزاك الله خيرا
الأخت " عنفوووان أنثى " :
لا أعلم أأشكرك على الثقة ؟ أم التوجيه ؟ أم حسن الظن ؛ ويكفيني سعادة أن راق لكم الأسلوب وأثر فيكم ؛ وإن كان أحزنكم المضمون والمعنى فأعتذر لكم سلفاً ؛ لكن أولئك هم رأس مالنا وحقهم علينا أن نذكرهم بكل خير ونتذكرهم بكل بر وصلة وصدقة وإحسان ...
مداخلتك مع الأستاذة " منى " لعلي لمحت شيئاً منها ؛ وما دمت أحجمت عن الإفصاح عنها فالشأن شأن وحسن فعلك ...
واسأله سبحانه أن يرحمني وأحبتي وأن يجمعني بهم في مستقر رحمته.
ممتن لك يا فاضلة وحياكم.
شكري وتقديري.
حبيبي " فاني " :
تعلم جيداً حرصي على الأخذ برأيك والأنس بقولك والسعادة بتوجيهك ؛ وليس هنا من محل للتواضع ...
إذن أنت جربت اليتم ؟ مرير ذلك الإحساس وأظنه جرح لن يبرأه أم رؤوم ولا عم رحيم ؛ فالأب في حياة منا يعني الكثير ؛ ولعلي بسطت شيئاً من ذلك - أعلاه - ...
" فاني " هاقد أكتملت الخاطرة ؛ فلا تبخل على أخيك بنقدك وتصويبك ...
رحم الله والديك وجمعك بهما في جنات فردوسه ...
حبي وعرفاني.
استاذي العميق >>لا أعلم أكتب هنا احساسي ورهفه مشاعري بتلك الكلمات ..! أم أكتب جمال وروعه احساس أحرفك اللامنتهي ..! لا أعلم أقرأ هنا احرفك البديعه ..! ام تلك الروح الوفيه ..!
كل ما علمته من كلماتك ان اباك رحمه الله وادخله الجنه من اوسع ابوابها .. انه لم يمت ...! لانه ترك امثالك من الابناء ..والخير في البقيه ...
اتدري ما الغريب ... اني اكاد ايقن ان كل من قرأ احرفك وكان يملك نفس البر والوفاء سيشعر انه هو من كتب كلماتك..!
مايمز هذه الجمل احساس وصدق طغى على كل من قرأه .....كلمات بسيطه بتركيبها قويه باحساسها حتى العظام ...!
قد تكون فيها هيبه الاب وفخرنا به سبب ف قوتها الذي اشعرني بالخجل من ابي أدامه الله لي فهو الهامي في جميع اموري ولا اعلم من سأكون ؟؟ وكيف سأكون ؟؟ اذا قدر الله لي فراقه ...!!
ملاحظه.. لم أعتاد على مجاملة احد ولا احب هذا الاسلوب .. ولا استطيع ان اتقنه ابدا حتى للحاجه ...! لكن صدقاً من اجمل الكلمات التي قرأتها لك ....
أسأل المولى لك حياة ترضيك في حياتك وبعد موتك بعد عمراً طويل .. وأنا على يقين أن ذريتك وكل من حولك سيكون لهم نفس فخرك بـ أباك:)
الفاضلة "عنفوووان انثى" :
لا تعلمي كيف أثرت في ثاني كلمة جدت بها ؛ أعني (العميق) ؛ فذلك بالإضافة لكونه شهادة تقدير وفخر لأخيكم يعني أنني رزقت بقارئة تقرأ بحواسها ؛ وهو بحمد الله متوافر في أغلب إخوتي - وإن قلوا - وأتذكر الآن أن أثنين من أعز من عرفت عبر الشبكة ؛ وصفا قلمي المتواضع بنفس لفظة (العميق) :)
وما تفضلتم به من وصف للنص وتوصيف للتركيب وشرح عن المفردة وبيان عن المعنى ؛ فكرم منكم وفخر - أيضاً - لأخيكم ...
نعم والدي - غفر الله له - لم يمت وبإذنه تعالى لن يمت إحساساً وروحاً وطاعة وبراً فمثله - بالنسبة لأولاده على الأقل - قلما يجود الزمن بمثله ؛ ومن الوفاء - أو هو كل الوفاء - أن تظل تحمل ذكرى أولئك الأوفياء ولو كانت مجرد ذكرى تذكر فتشكر وتقرأ فتمدح ...
قبل الختام ؛ ما وصفت به الأسلوب من إحساس القاريء به وكأن من كتبه ؛ أخجلني حتى قيدني عن التعليق خاصة وقد أتى منكم بالذات ؛ فشكراً ثم شكراً وشكراً.
ختاماً : ممتن لكم ؛ وسعيد بحضوركم ؛ وجذل بكريم جودكم ؛ وأتشرف - بحق - بتكرار مروركم ؛ فكونوا عن قرب ؛ وحفظ الله لكم والدكم وسائر أحبابكم.
اعتزازي واحترامي.
رحمة الله عليه رحمة واسعة
وغفر له وأوسع له منازله في عليين
قديما قالت العرب / مامات من خلف رجال
وأحسب أن والدك من هذه الفئة التي خلفت رجالاً يعتز بهم ويفاخر بهم وجيه الرجال
وكيف لا وأنت أحدهم ، إن لم تكن أفضلهم ؟
دمت بود
ودام قلمك السيال
أخي الحبيب " azez " :
أشكر لك جميل مرورك ؛ وممتن لكريم تعليقك ؛ وأؤمن على فاضل دعائك ؛ ورفع الله قدرك وأبقى لك أحبتك ؛ وجمعني بك وبمن نحب في جنات عدن ؛ وحياك الله في مدونتك.
حبي وعرفاني.
قلبي لأبي
أخي الحبيب سعود أسعد الله قلبك
خاطرة .. جمعت بين القصة والرثاء ,,بإسلوب سهل وشيق ....
بل لم أكن أتصور أن يكون الرثاء يوما نثرا..!!
ولم يدر بخلدي أن النثر يفوق الشعر تأثيرا، عندما يستخدم في رثاءً..!!
ومع هذا لم يغب عني :
أنك صادق العبارة ،تمزج الحرف بعمقك فيتشبع بفكرك فيولد بريئاً بفطرته
فيخاطب قلوب القراء فيؤثر بها....
وما هذه الخاطرة إلا نتاج ذلك وعصارة ألم يهد الجبال الرواسي ، وأعلم أن مصيبتك بفقد والدك ـ رحمه الله ـ كبيرة ولقد ذكرتني هذه الخاطرة ,بــــ :
(بيت الزهراء فاطمة رضي الله عنها وهي تقول بعد وفاة أبيها رسول الله عليه الصلاة والسلام ) وقولها:
صبت علي مصائب لو أنها * * * صبت على الأيام صرن لياليا
والحمد لله أن لك أما ـ حفظها الله ـ قامت بدور الأب وتفانت في ذلك ولم تنس دورها أيضا كأم.. والحمد لله أن أنجبت وربت شخصا في مقامك...
فهنيئا لك بأمك وهنيئا لنا بأخوتك ومعرفتك وهنيئا لمتذوقي الأدب بقلمك الراقي .
وأعرف مسبقاً أن بارٌ بوالديك وأنك تبر أمك حالياً.... وتردد الدعاء لأبيك كثيراً
وتردد دائماً :
جــــزاك الله عـنّـي كـــل خــــيـــــر
وأعلم أنّه عنّي جزاكا
فيـا قــبــر الـحــبـيــب وددت أنـّــي
حملت ولو على عيني ثراكا
ســقـاك الغـيـــــــــــث هـتـّانـا وإلاّ
فحسبك من دموعي ما سقاكا
ولا زال الســـــــلام عــلـيـك مـنـّي
يرفّ مع النسيم على ذراكا
ختاماً :
أسأل الله أن يرحم والدك ويسكنه فسيح جناته، ويجمعك به ووالدتك وإخوتك في جنة الفردوس ومن تحب .
وأن يحفظ لك والدتك فقد أدبتك وأحسنت تأديبك، وحق لها أن تفخر بك.
همســـــــــــــ( لقلمك )ـــــــــــــة
ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
وفي حروفِك يأتي البدرُ والشـفقُ
وحِـسُ قلبِك أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
فصـار قلبي على كفَّـيْك ينطلقُ
أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديك قافلةً
من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
ورمزُ اسمـِك مكتُوبٌ على شَفَتي
من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
عذرا للإطالة والثرثرة ....
دمت بسعادة في الدارين ومن تحب
تقبل محبتي ومروري
محبك أبو مهند
أستاذي الفاضل " Ammma " :
مرحباً وأهلاً وسهلاً بمقدمكم ؛ ولست أدري بعد ذلك ما أقول !
فقد جنيت بحقي يا أخي ! نعم فعلتَ حينما حبوتني بما يعجز جسدي النحيل عن حمله ...
ويكفيني فخراً قولك عن أخيك المتواضع بأنه " صادق العبارة ،تمزج الحرف بعمقك فيتشبع بفكرك فيولد بريئاً بفطرته فيخاطب قلوب القراء فيؤثر بها ... "
وأشكرك على حسن ظنك بأخيك ودعائك له ولوالديه ؛ ودعني أفش ِ لك سراً ؛ بأني والله أستفدت منك الكثير وفي كل مرة أسعد بلقائك أو حوارك أخرج بفائدة وأي فائدة ! ...
وهنا لا أملك سوى ختم تعليقي على كريم توقيعك ؛ وقد حارت بي الفكرة وطاشت العبارة وذهل الفكر ولولا الذوق والأدب لتركت توقيعك بدون تعليق ليكون أجمل ختام في خاطرتي الوليدة أعلاه ...
أيا " طفل النبع " : رحم الله والديك ورفع قدرك وأدام عليك صحتك وحفظ لك أحبابك ووفقك لكل خير وكتب لك الأجر والعافية والسرور.
حبي ومحبتي لشخصك الكريم يا أخي الذي لم تلده أمي.
السلام عليكم..
لم تكن المرة الاولى لزيارتي لهذه التدوينة الان شيء في نفسي كان يمنعني من اكمال قراءتها..
وقرأتها اليوم ..
يرحلون أحبة
ونعيش ألم الذكريات
والذي لا يغيب عن اذهاننا تلك الصدمة
صدمة الخبر بأنهم رحلــوا
ويظل استرسال الرحيل يأخذ مجراه
ونظل نسكب الدموع
ونعيش الذكريات
ولا يبقى لهم سوى الدعاء
غفر الله لوالدك واسكنه فسيح جناته
وادام الله والدتك وحفظها لكم
وفخرا لها امثالكم
اسئلة كثيرة راودتني وانا اقرأ فما كان لها جواب سوى الدموع
تقبل مروري...
الأخت " حالمـــــــة " :
أشكر مرورك ؛ وممتن لتكراره ؛ وتعليقكم قرأته أكثر من مرة.
نعم ؛ يرحل الأحبة ؛ ولا يبقى لنا سوى الذكريات ؛ ولا لهم سوى الدعاء ...
سعيد بتشريفكم ؛ وحفظ الله والدتي وأحبتي وأبقى لكم أحبتكم وغواليكم ؛ واسئلتكم مرحب بها دوماً ؛ وحضوركم على الرحب والسعة.
تقديري واحترامي.
أستاذي‘‘شتات فكر‘‘
وكاتبنا الراقي..
لاأعلم ما اصابني عند قراءتي لحرفك ذو الاحساس المتعمق..فقد أدمع حبرك أسطرا ساقتني الى رفع يداي وادعي لأباك وكل من رحل عنا..
أباك ياسعود كان شمعة أنار درب الكثير وترك بصماته وجعل التاريخ يسطر ذكراه بشموخه وبكرمه
وبترك ابناء تحلوا بخلقه!
طرقت احرفك ابوابا كثيره في النفس ..
وأظن بل اجزم ان الكثير سيعرف قدر اباه..ويهرول ويقبل رأس أباه!!
ربي اغفرلي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين يوم يقوم الحساب..
الله يجمعك بوالدك في الفردوس الاعلى ,,اللهم آمين
تقبل دعواتي وودي
" قلمي دليلي " :
مرحباً بعودتكم ؛ بل فخور بتعليقكم ؛ وأنتم أصحاب دار ؛ ولذا سأعتبر ما قرأته عن رقي ما أكتب شهادة مجروحة - ورب البيت أخجلتموني -.
ولم أقصد والله أن أجدد جرحاً ولا أسيل مدمعاً - وإن كان في الأخير يسعدني لتفاعل قارئي مع حرفي البسيط - لكن هي أحاسيس أختلجت ومشاعر احتبست وآن لها أن تخرج وتظهر ؛ ففي ذلك تنفيس وفضفضة ...
لما قرأت وصفكم لوالدي - رحمه الله وإيانا وإياكم وجميع من نحب - وأنه شمعة دار سيخلد التاريخ ذكره والله ظننت كاتبة التعليق ممن تعرف هويتي !
وهو والله ما قلتم وأكثر فبموته رحمه الله فقدت الأسرة بل والقبيلة ركن أساس وعمود متين ؛ ولا اعتراض على قضائه سبحانه والحمد لله وحده ...
" وأظن بل اجزم ان الكثير سيعرف قدر اباه..ويهرول ويقبل رأس أباه!! "
أتمنى ذلك وأدعو به ؛ أن يؤثر حرفي في قارئي وبكم أصل بإذن الله لبغيتي ...
" ربي اغفرلي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين يوم يقوم الحساب.. الله يجمعك بوالدك في الفردوس الاعلى ,,اللهم آمين "
آمين آمين آمين ...
" قلمي دليلي " أشكركم وأشكركم وأشكركم ؛ ولو سمحت لغة الضاد لزدتكم ؛ وفقكم الله ويسر أمركم.
اعتزازي ومودتي وتقديري.
والعرب تقول : " كل فتاة بأبيها معجبة " !
ولأني ُخصصت بمثل حظ الأنثيين ؛ فكان تعبي لذلك مرتين
مااعرف ليش استوقفتني الجمله هئ كتيرررررر؟؟
خاطرتك اخذتني لعالم ثاني
لعالم الالم والشعور بفقد اغلى ماتملك حين فقد
ابني التؤام لولدي عبدالله
ووالدي بحنانه وعطفه وبلقبي اللذي اطلقه علي
(ملهمتي ))اشعر اني املك سعادة العالم ومافيه
الله لايحرمني ومنه ويطول بعمره
استاذ شتات فكر دائما محلق بالسماء وليس لك
منافس
تقبل مروري
~~ملهمتك
الأخت " ملهمتك " :
بداية اسأل الله أن يعظم شفع فقيدكم (ولدكم) وأن يحفظ لكم دينكم وعافيتكم ورأس مالكم (أبوكم) ويصلح كنزكم (ولدكم) ويقر عينكم به ...
ثم أشكركم أن راقت لكم الخاطرة التي لا تف ولو بجزء يسير مما أكنه لتاجي وفخري (والدي) رحمه الله ؛ وإعجابكم بها شيء يسعدني وأتمنى أن أصل لهذه الدرجة فيما أبثه لكم ...
تقديري واحترامي.
مساء الحنان شتات فكر أو أستاذ سعود
أولاً أشكرك كثيراً على ماتفضلت به من نقد بناء أفخر به في نافذة حلمي الصغيرة أما أحرفك ماذا أقول عنها سوى دمعة سقطت على خدي وليست أقل أبداً من دموع القلب التي تنهمر كلما تذكرت والدي رحمة الله وأسكنه فسيح جناته مشهد وفاته لازال أمامي يمر دائماً ولا يتركني لحظة فمن يستطيع نسان والده ..نودعهم ياسعود ولكنهم لايغيبون نفارقهم ولايموتون بداخلنا نهل التراب على جثمانهم ونهل الحزن على باقي أيامنا يبقى حبهم أقوى من ظروف الغياب لاحيلة لنا بالقدر ابداً ولا نملك سزى الدعوات والصدقات ..لازلت أكتب له الكثير وأخبئ دفاتري تحت وسادتي يؤلمني جداً أن أقرأ ماكتبت له فـ أوهم نفس في الصباح أن ماكان مجرد حلم حلم ومضى لاتسعفني حروفي فاضلي وأنا أقرأك هنا فكلما مررت على سطر مسحت بيدي الأخرى دمعتي لازلت أحن إليه ولازلت أعد نفسي كـ الأطفال أنه سيأتي وإن كنت أدرك أنه لن يعود ..
أستاذي سعود "
كلماتك ليست عميقة فقط بل شعرت بك تغترفها من قعر بئر حفر في روحك لتسكبه لنا شلالات أغرقتنا فيها حتى أننا نعود لنقرأك من جديد "
رحم الله والدك ووالدي وأسكنهما فسيح جناته
فخورة جداً بوصولي ليس لشتات فكر بل فكر تطوقه الأمنيات فـ أطلقها بين السطور لننحظى بعبقها "
لروحك عطر الغاردينيا
سجل متابعتي وإعجابي
reemaas
الكريمة " ريما س " :
مرحباً بزيارتكم الأولى ؛ والتي أتطلع لأن تكون بداية هطول لنداكم ورياح إبداع لنثركم في حوايا مدونة أخيكم ...
ما قرأتموه بالأعلى ؛ كان يمثل لي هاجساً وطموحاً وربما اختباراً ؛ فقد كنت كثيراً ما اتساءل هل بوسعي أن أبث لواعج قلبي لأبي ؟ أأستطيع أن أصرخ في العالم ؛ يا أبت كم أحبك ؟ أبوسعي أن أوصل له صوتي بأني ورب الكعبة أفتقدك ؟
قبيل أيام ؛ صادف التاريخ والرقم ذكرى يوم رحيله ؛ وكنت استمع لترنيمة حزينة ؛ فاختلط الحزن بالشجن وأنسابت الذكريات ؛ فكتبت ما كتبت ؛ وبعد ذلك والله أحسست براحة عجيبة ؛ خصوصاً لما كتب الإخوة هنا وعلى البريد : سامحك الله يا سعود لقد أبكيتنا :) ؛ لأن ذلك يعني لي شيء مهماً : أنني وصلت بحرفي لإحساس أحبتي وهو ما أتمناه وأتطلع له.
أخيتي ؛ سعيد جداً بمروركم ؛ ودمتم بخير وتوفيق.
امتناني وشكري ...
عندما تنوح لابسات العباءات السوداء
وتبكي الاعين
وتضيع الكلمات من اصحابها
وتتلخبط اوراق الزمن ويهتز العالم
يصبح طفل السادسة تتلاحق اعينة لانهيار من حوله
هو يعرف السبب لكنه يجهل الاثر
نعم انه والده لكن اكل الناس تبكيه
نعم انه والده لكن اكل الناس فقدوه
نعم انه والده لكن اكل الناس اصبحوا أيتام
فقد والده وكان يعتقد انه فقده لحاله كما لو كان جالس لحاله بين ذراعيه يلعب
لكنه فقده وانهار العالم معه
اخي صاحب المدونه انا لست افضل منك تعبير لكني تخيلت من خلال كتابتك كيف كان عالمك
أخي (شتات فكر) كما خلعت والدتك عباءتها وتفرغت لاخراج ابناءها الرجال من الموقف ليكونو قدوه لغيرهم كما كان والدهم يريد
كن تحت قدميها خادما وبارا لتحقيق من كان يريد والدك رحمه الله
وثق ان اتفخارك بوالدك سينعكس من خلال برك بوالدتك على اولادك جعلهم الله كما تريد
اخوك /المرتبك
من " المرتبك " !
عدت يا صاحبي ؛ وقد طالت غيبتك ! ؛ ووالله إن لتوقيعك الأول - والوحيد - منزلة في القلب ؛ لعل سرها هو سر في نفسه ؛ إذ أشعر بأنني أعرفك !
أما توقيعكم أعلاه ؛ ففيه معان بديعة ؛ من حسن قراءة وصدق نصيحة وجمال توجيه وروعة ملاحظة ؛ حتى أن المرء لتأمله لما فيه من صدق واضح وإخلاص بيّن ...
أشكرك وأدعوك لك واسأل الله أن يكتب أجرك ويوفقك لكل خير ...
ودي وحبي.
أخي شتات فكر
مشاركتي هذي ليست كما اريد
لربما غلب جانب فاجعتي المتجدده بفقد غاليتي أمي
فأصبحت اكتب بقلبي لا بيدي بعدما حركتني مشاعر كتاباتك
كنت اتساءل هل هناك من يحب والدته كحبي
والان اتساءل قبل قراءتي لكتابتك
هل هناك من فقد حبيبه مثلي
اسال الله العلي العظيم ان يجمعنا بهم في فردوسك الاعلى
اخوك المرتبك
أخي الحبيب " المرتبك " :
بداية أعتذر منك عن التأخر بالتعقيب ؛ لخلل اجتاح المدونة في إدراج رد !
حتى أرشدني الأخ الكريم " المهند " من منتديات عرب بلوقر لحل مؤقت يتمثل في جعل الردود في نافذة منبثقة فله بعد الله الشكر الجزيل ...
ورحم الله والدتك وأسكنها الفردوس الأعلى من الجنة ؛ وجمعكم بها في جنان ... اللهم آمين.
وأشكرك مرة أخرى ...
ودي وحبي.
إرسال تعليق