2010/01/15

// صراع العقل والقلب //





كحال أي جريح ...

يؤلمه جرحه ويؤرقه نزفه ...

ما زلت أبحث عن ما يداويه ...

فما عاد في الصبر مزيد ...

ولم يعد للتحمل مكان ...

وقد بلغت الروح الحلقوم أو كادت.

وفي يوم عجيب ... إلتقيتها ...

نعم ... تلك البلسم ...

كانت في موعد ... معي أو مع القدر ... لا فرق

ولأول برهة أحسست بالدم النازف قد جف ...

وبالألم القديم وقد خف ... وبالأنس يزورني وفي قلبي حف ...


يا الله ...

أما زال لتلك الكائنات وجود !

وقد خلتها وربي - قد انقرضت ..  

أما زال في دنيا الهم من : يشعر بالغير ؟

ويتحسس ألمه ! بل يبكي لبكاه !


يا الله ...

أمعقول أن تلك الملاك / بشر / مثلنا ؟

ونزلت للدنيا من رحمة ربنا بنا !
أما وقد قرأتم ما سبق   ...

فإخالكم قد عذرتموني ... بجنوني بها ... 


أعاد للعقل مكان ... 

وقد وجدت دنيتي المفقودة ...

وراحتي المنشودة ... 

وفرحي التليد ... 

وقلبي الوليد ...


نعم أحببتها ... وإني لفرح جذل ... 

وكنت في حضرتها أعيش في عالم فردوسي ... أشبه بالحلم ...

وقد اصطبغ كل شيء باللون الوردي الجميل ...

وأصبح الجرحى - وما أكثرهم - كصغار ينظرون لمعلمتهم نظرة الحب والحنان ...

وكمراهقين يتذوقون السعادة فقط في الجلوس مع الحبيب ولو بالاستماع له وتنفيذ ... ما يريد.


يا الله ...

في حضرتها تنتهي الدقائق بل الساعات / كلمح البصر / ولا تثريب عليها في ذلك ... 

فحتى الدقائق تتسابق للقرب منها والجلوس إليها ... 

فكيف بي وقلبي الضعيف  ...وقد وجدنا ما ظنناه في يوم ما ضرب من المستحيل !


... وفي وسط تلك الخيالات الرائعة ...

والأحلام الوردية ... انبعثت ضحكة سخرية ...

بصوت أرعبني وأفزع قلبي ...

وإذ به صوت /العقل / ولسان /الفكر / ... يقول من بين ضحكاته :

"
يا لرقتك وعذوبتك ... أوقعت في العشق ؟ ويا لطيشك وتهورك ... أأسرت من القلب ؟

هي بلسم ...

فقدرها أن تعالجك ...

ووظيفتها أن تضمد جراحك ...

ثم تقوم عنك لتفعل ذلك - أي ما جعلته رسالتها في الحياة وهدفها الأسمى -
مع من يليك من الجرحى والمصابين وما أكثرهم ! ".

وصمت العقل ...


وتسلل صوت القلب ... ضعيفاً خفيضاً ... يبكي من بين حروفه ...

"
لا لا تقل ذلك ...

فما جربتَ الحب ولوعاته ...

وما عرفتَ العشق وصبواته ...

والأرواح جنودة مجندة ...

ثم ...

أحرام علي أن أحبَ وًأحب ... ؟

أصارت الدنيا حياة روتين ... ومدار واجب ... ؟

أقتلت المشاعر والأحاسيس ... وأغتيلت الأحلام والهواجيس ؟

أم تريد أن نقوم بدورك ونفعل فعلك ؛

فنفسر الأفعال بالماديات ... ونكيف اللمسات بالواجبات ؟ و ... ".


...
ما بال صوتك قد ضعف ؟

أما زلت في نومك وغفلتك ... ألم يخلق لك عقل ؟

ثم أتزعم أن ما صففته في الأعلى يرنو لدرجة الدليل ؟

أو يصل - حتى - لمرتبة القرينة ؟

يا سيد / قلب / لا تخلط بين الواجب الإنساني والفعل الروحاني وبين التضحية الغرامية والحب الوجداني ...

أم تراك أعتدت على الجرح ... وتريد أن تجرح نفسك وتزهق روحك ؟




ومن بين خلاف قلبي وعقلي ...

تسللت دمعتي ... 


معلنة :

حيرتي ...
وانطوائي ... على نفسي
-
بلا عقل ولا قلبِ - حتى يتضح أمري.



     // شتات فكر //
تمت بحمد الله.
 


6 التعليقات:

إظهار التعليقات

إرسال تعليق